الجمعة، 2 أغسطس 2013

الطريق إلى الله سبحانه
الدرس الأول
{قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى }[طه : 49 و 50 ]
الله سبحانه تكفّل بهداية كل المخلوقات حتى الإنسان
إلا أن الإنسان  هدايته اختيارية لا إجبارية وذلك من باب التكريم :
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً [الإسراء : 70]
ولأجل الوصول إلى الله سبحانه
بعث الأنبياء والرسل
وأنزل الكتب
وأهدى كل إنسان عقلا يفرق به بين الحق والباطل
وحارب اتباع الآباء والأجداد والتسليم لعاداتهم وتقاليدهم :
إلا إذا حكم العقل والدين بصحة تلك العادات والتقاليد
فقال في
1-      أهمية التعقل والتفكر :
أفلا يعقلون ؟
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ؟
 ... أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد : 24]
.... لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [البقرة : 73]
{ .. وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } [يونس : 100]
2-      محاربة التقليد الأعمى :
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ [البقرة : 170]
بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ [الزخرف : 22]
وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ [الزخرف : 23]
ومن التقليد الأعمى : اتباع من رفض الأخذ بما يقوله العقل لأنه :
-          لا استدلال بلا عقل


-          وكل استدلال على رفض التعقل هو استدلال على رفض قبول هذا الاستدلال ( يناقض نفسه بنفسه )
إلا إذا قال العقل أن هذا الكلام صادر من الله العليم الحكيم الصادق الغني ، أو النبي المعصوم الذي هو : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }[النجم : 3 و 4] فيحكم العقل حينئذ بصدق هذا الكلام .
أما إذا وجد احتمال أن يكون كلام شخص ما :
خاطئا أو يمكن أن يشتبه أو أنه غير معصوم
فالعقل يحكم بعدم التسليم المطلق لما يقوله ( وإلا فالانحراف والاشتباه  سيبدأ من هنا )
خصوصًا مع وجود شياطين الإنس والجن الذين يقول سيدهم :
{.. لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } [الأعراف : 16 و 17] .
الشياطين قالوا أنهم سيستخدمون كل الأساليب لإضلال الناس ، حتى بواسطة الشعارات والمظاهر الدينية : (وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ ) ،
فبعد هذا هل يطمئن ويسلِّم الإنسان إلى أحدٍ إذا وجد احتمال أنه قد يخطأ ؟ أم لا بد من التأكّد أولاً ؟

---------------------------------

الخلاصة :
إذا أردت أن تضِلّ أو تُضل فعليك أن تعطّل حكم العقل وترفض حكمه
وأن تتبع من يحتمل أنه يشتبه ويخطأ لتكون لله عليك الحجة البالغة
ولذلك يقول القرآن الكريم :
{.. لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ..} [النساء : 165] ، أي بعد إرسال الرسل وإيصال الدلائل والاستدلالات والبراهين الإلهية للناس .

الأنبياء جاءوا ليوقظوا الغافلين عن هذه الحقيقة
لأن الإنسان يشتبه ويغفل
أما الشخص العاقل الذي يخاف الله سبحانه فإنه يتعظ لأنه يخشى سوء العاقبة :
سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى [الأعلى : 10]
أما من لا يصغون إلى هذه الحقائق فهم حصب جهنم :
وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف : 179]
وذلك لأنهم :
{.. صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ [البقرة : 171]
{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } [الحج : 46]
{ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ }[النمل : 80]

وبخلاف أولئك الموتى يوجد المستجيبون الذي يبحثون عن حياة قلوبهم :
أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الأنعام : 122]
ومن أجل الحثِّ على ذلك يقول القرآن الكريم :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [الأنفال : 24]
ولن يستجيب ولن يسلّم لهذا الأمر الإلهي إلا من يؤمن بالآخرة :
{ اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ }[الشورى : 47]
ولن يرفض هذه الحقائق والمواعظ إلا الموتى وعميُ القلوب :
بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ [النمل : 66]






الأحد، 17 مايو 2009

هذه المدونة

هذه المدونة هي مدونة إرشادية

أهدافها :

1- إرشادكم إلى ما تحتاجونه من أمور دينية على سلسلة مدوناتنا الموجودة هنا

فمثلاً:

الدروس الأخلاقية : مدونة الدروس التربوية للشباب

الأحكام الفقهية من القرآن : مدونة آيات الأحكام

أهمية القرآن : مدونة مشروع تحفيظ القرآن

2- المقالات الإسلامية المتنوعة :

والتي لا يضمها باب خاص ، ستجدونها هنا .